
بين مطرقة النتيجة وسندان الأداء… منتخبنا الوطني يخطف نقاط مباراة فلسطين في التصفيات وسط غياب الإقناع الفني
د. طلال عدنان الحجامي
لم يقدم المنتخب مستوى جيدا ولا مقبولا، بل ظهر في صورة باهتة، وفي نظرة سريعة على المباراة من وجهة نظر شخصية، ولا أزعم كوني فنيا، نلحظ الآتي:
#حراسة_المرمى
لم يزل المنتخب يعاني من ظاهرة تشتيت الكرة من الحارس جلال حسن وليس تمريرها كما معمول به حتى من أضعف المنتخبات الآسيوية، ويكاد يكون الحارس مرر تمريرتين اثنتين أو ثلاث طيلة دقائق المباراة!! وهي نسبة كارثية، في حين تصل معدل تمريرات الحراس لأكثر من ١٠ حتى ٢٠ في الفرق الأخرى، ولم يعالج المدرب هذه الحالة وهي حالة بدائية أضحت في جميع منتخبات العالم.
#خط_الدفاع
ما يزال خط الدفاع بأجمعه يلعب كرات طويلة أغلبها لإبعاد الخطر! ، ولم يحسن أي اللاعبين طيلة ٣ مباريات من بناء حالات لعب صحيحة من الخلف في ظاهرة عجز عن معالجتها المدرب، ولم يظهر أي حل جزئي لهذه الظاهرة، ولم نلحظ أي مشاركة هجومية للاعب دوسكي طيلة ٩٠ دقيقة أمام خصم عادي جدا، فكيف هو الحال في مباريات أكثر قوة، الحسنة الوحيدة للدفاع هي الحفاظ على النتيجة وهي الأهم بمساعدة الحظ قليلا، فضلا عن ظهور حسين علي بمستوى مميز دفاعا وإسهاما في بعض الهجمات رغم ابتعاده عن مباريات ناديه مؤخرا.
#خط_الوسط
لم يظهر لاعبو الوسط بمستواهم المعهود، وتكاد تكون أقل مباراة تميزا لهذا الخط منذ سنتين تقريبا.
_إصرار عجيب من المدرب على دعوة صفاء هادي بل وإشراكه في ظل انخفاض مستواه بل انعدامه، لم يحسن اللاعب الجري ولا الجري بالكرة ولم يقم بدوره بالربط بين خطوط اللعب حتى أنه ظهر تائها_رغم أنه في مركز لا يحتمل المقامرة_فلم يحسن عمليات استخلاص الكرة، وتحصل على كارت أصفر في أول دقيقة جعل الفريق تحت ضغط خسارة أحد لاعبيه كما في المباراة السابقة، لم تكن تمريراته القصيرة مؤثرة، ولم يحسن القيام بتمريرات طويلة، ولم تكن لديه أي مقومات للظهور في فريق شعبي حتى!!، الأمر الذي جعل الجمهور يردد علنا أنه مدعوم من جهة ما تفرض وجوده في المنتخب.
_أمجد عطوان بديل صفاء لم يظهر بمستواه المعهود، وظهر مرتبكا رغم الخبرة التي يمتلكها ويلزم أن تسعفه في مثل هذه المباريات، ولم يستطع تقديم الإضافة بالربط أو استخلاص كرات مؤثرة، أو التمرير بشكل يؤذي الخصم ويتعبه.
_أمير العماري، لم يظهر بمستواه المعهود وكان شبحا، والسبب قد يكون في ضعف اللاعبين جنبه، وتحمله لضغط المباراة هذه، بل التصفيات؛ لأنه أبرز لاعب في هذا الخط كظهور دائم وثبات بالمستوى، افتقد أمير لميزة التحركات المؤثرة والاستلام والتسليم بدقة، وإن ظهر بأدوار دفاعية جيدة نوعا ما.
بايش، أكثر من علامة استفهام لإشراكه باستمرار وكأن مكانه مححوزا، اللاعب لم يقم بأي اختراق مؤثر، ولم يقم بصناعة هجمة مؤثرة ولم يقم بتمريرة واحدة مؤثرة! لم يحسن الجري بالكرة والمراوغة ولم يقم بالأدوار التي يفترض أن يقوم بها لاعب محوري في مركز مهم جدا، والأغرب عدم إخراجه من المدرب طيلة المباراة والكثير من المباريات، رغم أنه في أحايين عديدة يكون خارج نطاق الخدمة.
_علي جاسم، لم يظهر إطلاقا بما كان معقودا عليه، لا فرديا ولا جماعيا، ولم يسهم جيدا في صناعة هجمة مؤثرة او اختراقات تزعزع دفاعات الخصم، والسبب يعود لما يمر به نفسيا بسبب رحلة جديدة مع الاحتراف وابتعاده عن المباريات، فبدأ كأنه ثقيل وتحركاته بطيئة جدا.
_يوسف الأمين، لم يظهر بمستواه المعهود، واجتهد كثيرا لكنه لم يكن مؤثرا بما يكفي.
لؤي العاني يحتاج إلى دقائق لعب أكثر كي يفصح عن إمكانياته.
_مع غياب إقبال دانيلو السعيد، لكننا نعتقد، أنه لو كانا موجودين لما أشركهما المدرب، وظل محتفظا ببايش وجاسم، أما إشراكه إقبال في مباراة الكويت ذلك لأن جاسم كان غير جاهز وزج بإقبال للاضطرار، وكأنه لا يعرف أنه أهم موهبة عربية آسيوية حاليا، المفترض أن يأخذ إقبال والسعيد دورهما وإشراكهما لأكثر دقائق ممكنة والإفادة مما يمتلكانه من إمكانيات مهارية وتكنيك عال.
#خط_الهجوم
_فعل أيمن ما كان مطلوب منه، لكن طاقته وخزينه اللياقي يقول أنه لا يمكن أن يلعب أكثر من ٦٠ دقيقة كحد أقصى، انتهى دوره تماما بعد الدقيقة ٤٠، والأغرب أن المدرب لم يستبدله وتركه يعاني وحيدا مع استنفاد طاقته، كان الأحرى إشراك مهند لدقائق أكثر قياسا لما ظهر به في مباريات الدوري الأخيرة، وكأن المدرب خائفا من المجازفة بالزج بلاعب خبير، وله ما له من المواصفات التي تسعفه لتعويض أيمن، والأغرب أن المدرب لم يعثر على مهاجم صريح خلاف المهاجمين الأخيرين لا محليا ولا محترفا هي نقطة تحسب عليه، وكأنه عاجز عن اكتشاف بدائل تعوض الأخيرين في مشوار طويل يحتاج لبدلاء جاهزين وفي جميع الأوقات.
#ختاما.. لم تكن للمدرب أدَوارٌ كبيرة تتناسب مع الدعم والهالة الإعلامية التي تسانده، المدرب لم يغير شيئا كبيرا، وأكثر ما يحسب له اعتماده على بعض الأسماء المغتربة، ونخشى أن يأخذه الضغط من بعض الفئات للتخلص منهم والعودة للنفق السابق والاعتماد على أسماء ليس لها ما تنافس به مستويات المغتربين الذين ينشطون في فرق أوربية واسيوية لها مكانتها.
نحتاج أن نرى تغييرا أكثر وضوحا في أساليب اللعب، وكذا بالتحكم في سير المباريات وإدارة التبديلات بشكل يتناسب مع المجريات، ففي المباراة الأخيرة لم نلمس أثرا للمدرب، ونكاد نجزم أن اللاعبين أمسوا يعدّون الدقائق لنهاية المباراة _وأمام خصم هو الأضعف في المجموعة قياسا لظروفه القاسية (ساعده الله)_متناسين أن كرة القدم لعبة بالأساس وأنها من دواعي المتعة؛ لذلك يشقى الجمهور بالانتظار من أجل الاستمتاع بكرة قدم مع الإيمان بتحقيق نتيجة إيجابية، الخوف والتسرع ليس أسلوبا لكسب النقاط الثلاث، وإن مشت معنا في مباراتين، لكن الحال سيكون أصعب في المقبل، وتنتظر المنتخب مباريات لا تحتمل العشوائية والتشتيت، يرجى الانتباه والاستعداد جيدا، وليس تشاؤما فأن المنتخب سيعاني أمام كوريا كثيرا ونأمل أن يخرج بأقل الأضرار.
الأهم عندنا مطلوب من المدرب اختيار التشكيلة الأمثل بعيدا عن نظام المحسوبيات والمحاصصة التي نأمل أن تكون انتهت في ظل اتحاد يسعى لتقديم الأفضل.