
المالكي: العراق يجب ان يكون دولة قوية ويمتلك كل وسائل الدفاع عن سيادته
شدد الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، على ضرورة ان يكون دولة قوية ويمتلك كل وسائل الدفاع عن سيادته، فيما أشار إلى أن الإصلاح ليس مجرد شعار يستخدم لأغراض سياسية أو حزبية.
وقال المالكي في كلمة بمناسبة حلول شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام في بيان لمكتبه الاعلامي “اتقدم اليكم ايها المعزون بالتعازي بهذه الذكرى التي تجدد علينا كل عام باستشهاد السبط الحسين واهل بيته في كربلاء على يد العصابة الحاكمة انذاك”، لافتا الى أن “الزعيم الهندي غاندي قال “تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر” ونحن نقول تعلمنا من الحسين كيف ننتصر كلما ظلمنا ، وتعلمنا من الحسين ما هي وظيفتنا تجاه الأمة وماذا تستحق منا من تضحية وثبات والتزام ، وتعلمنا من الحسين أن الأمة بحاجة إلى إصلاح وبحاجة إلى من يقود هذه العملية الإصلاحية” .
وأضاف: “لذلك حدد الامام الحسين (ع) الهدف الأساس من ثورته المباركة في مقولته الشهيرة “واني لم اخرج اشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وانما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي”، ولا شك في ان الإصلاح الذي ينشده الامام الحسين في تلك المرحلة الصعبة، كان هدفا واقعيا، بسبب ظاهرة الانحراف الخطيرة، التي بدأت تنخر في المجتمع الإسلامي ومفاصل الدولة”، مبينا أنه “بنفس الدرجة التي كان فيها هدف الإصلاح واقعيا وضروريا، فانه لم يكن سهل المنال في ظل ابتعاد منظومة الحكم، وتاليا المجتمع عن المبادئ والقيم المثلى لدين جده النبي الأعظم. ”
وتابع، “كما ان استعداد الامام الحسين (ع) للتضحية بنفسه وأولاده واصحابه يكشف عن عظمة الهدف الذي أعلنه الامام، والذي لم يكن من اجل تحقيق اهداف شخصية او دنيوية، ولان مقولة الامام الحسين لم تكن محدودة بزمان ومكان، فقد تحولت الى شعار لكل الشعوب المضطهدة والثورات والاحرار في العالم على مر التاريخ”.
وبين انه “لقد منع نظام البعث المقبور احياء مراسم عاشوراء وزيارة الامام الحسين، فماذا كانت النتيجة؟ ، لقد أصبح مزارا لكل العالم وقبلة للأحرار”.
واوضح، انه “اليوم وبعد مرور أكثر من ألف واربعمائة سنة على واقعة الطف، يمكن ان تميز جبهة الحق عن جبهة الباطل بالموقف من ثورة الامام الحسين، بين من يفتخر بها وينتسب لها، وبين من يرعبه اسم كربلاء”، مشيرا الى ان “العراق الذي هو مهد نهضة الامام الحسين (ع)، لا بد ان يكون في مقدمة الشعوب، ودول المنطقة، والعالم، التي يفترض ان تستلهم من مقولة الإصلاح التي أطلقها سيد الشهداء.”
ولفت الى ان “الإصلاح ليس مجرد شعار يستخدم لأغراض سياسية او حزبية، انما يجب ان يكون في إطار رؤية استراتيجية تعالج نقاط الضعف والخلل في مؤسسات الدولة المختلفة لتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع المستوى المعاشي للمواطنين وتوفير الخدمات وتشغيل العاطلين عن العمل، وجميعها حقوق مشروعة للشعب وليس منة من أحد او وسيلة للكسب السياسي”، مؤكدا ان “الاهم من كل ذلك، لابد من اجراء مراجعة سريعة تشمل جميع المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية، لتكون في المستوى الذي يضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي والامني ويحمي سيادة البلاد من الاخطار الخارجية. ”
وبين انه “اليوم وفي ظل التحولات والتحديات الخطيرة، التي تشهدها المنطقة، فان حروب الكيان الصهيوني التي بدأت تتدحرج من قطاع غزة الى لبنان ثم سوريا وصولا الى الجمهورية الإسلامية، فان العراق لن يكون في مأمن منها، كما جاء في الخطاب الذي القاه ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي يوم الخميس الماضي”، مشددا على ان “العراق يجب ان يكون دولة قوية، ويمتلك كل وسائل الدفاع عن سيادته وشعبه ومقدساته”.
واشار الى ان “العالم من حولنا يمتلك كل أسباب القوة، ويجب ان يكون العراق بمستواه، ليس من اجل الحرب، كما في عهد النظام البعثي المقبور، انما من اجل حماية سيادتنا وحقوقنا والمصالح العليا للشعب العراقي”.
وختم القول: “السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى اخوان الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.”