الرياضية

من الصدفة إلى الذهب.. مصطفى التكريتي يروي قصة مشواره نحو العالمية

أعرب البطل العراقي، مصطفى التكريتي، لاعب المنتخب الوطني للمواي تاي والحاصل مؤخراً على ذهبية بطولة آسيا 2025 في العاصمة الفيتنامية هانوي، عن فخره بالإنجاز الذي تحقق رغم صعوبة الظروف، مؤكداً أن طموحه لا يتوقف عند هذه المحطة، بل يمتد نحو التتويج في الأولمبياد وتمثيل العراق بأفضل صورة في المحافل العالمية.
وفي حوار تحدث التكريتي عن بداياته، وصعوبة مشواره، قائلاً: إن” دخوله الى لعبة المواي تاي كان عن طريق الصدفة، بعد افتتاح نادٍ جديد، وكان الاشتراك مجانياً في الشهر الأول وبدافع الفضول جرّبت اللعبة، ومع أولى التدريبات تعلقت بها بشدة، وواصلت المشوار من الفئات العمرية، حتى وصلت إلى المنتخب الوطني، وأصبحت بطلاً عربياً، ثم بطلاً آسيوياً، وأخيراً بطل العالم”.
أبرز الإنجازات
وعن أبرز إنجازاته ومشاركاته الدولية، ذكر التكريتي :” شاركت في العديد من البطولات الدولية، وأحرزت ذهبية آسيا مرتين، الأولى عام 2017 في مكاو، والثانية في النسخة الأخيرة بفيتنام 2025، كما حصلت على ذهبيتين، واحدة في بطولة العالم، والأخرى في دورة الألعاب العالمية القتالية، وهي من أقوى البطولات على مستوى اللعبة”.
وعن تفاصيل مشاركته الأخيرة في بطولة آسيا في فيتنام ،بين التكريتي أن” البطولة كانت صعبة للغاية، خضت نزالات قوية، البداية كانت مع لاعب من كازاخستان، ثم سنغافورة، قبل الوصول إلى النهائي أمام لاعب من الإمارات. وما جعل الأمر أكثر صعوبة أني كنت في معسكر تدريبي في تايلند وقتها، ولم يتمكن الوفد العراقي من الالتحاق بالبطولة بسبب الأوضاع التي حدثت في المنطقة، فخضت البطولة وحدي، بدون فريق، ولا مدرب، ولا دعم معنوي، ولكن رغم كل هذه التحديات، تحملت المسؤولية وحققت الميدالية الذهبية باسم العراق، وهذا الإنجاز له طعم خاص لأنه جاء وسط ضغط نفسي وبدني كبير”.
الإعداد للبطولات
وبخصوص الإعداد لهذه الاستحقاقات أوضح البطل الآسيوي أن” التحضيرات تبدأ بمعسكر تدريبي مكثّف يمتد من شهر ونصف الشهر إلى شهرين قبل أي بطولة، يتضمن وحدتين تدريبيتين يومياً (صباحية ومسائية) على مدى ستة أيام في الأسبوع، وهذا النوع من الاستعدادات يرفع الجاهزية البدنية والذهنية، ويمنح اللاعب الثقة قبل خوض النزالات الرسمية، مشيراً الى أن أبرز الاستحقاقات القريبة هي دورة التضامن الإسلامي، والتي نُعد لها بشكل خاص، إضافة إلى بطولات دولية أخرى، وبطولة آسيا كانت محطة ممتازة للاحتكاك والاستعداد لما هو قادم”.
ولفت التكريتي الى أن” التطور في الألعاب القتالية لا يأتي فجأة، بل عبر مسيرة تبدأ من فئة الأشبال، مروراً بالناشئين، ثم الشباب والمتقدمين، والمدرب الجيد هو من يستطيع أن يرفع الوعي النفسي والذهني تدريجياً لدى اللاعب، وهذا ما يُميز رياضة المواي تاي، إذ تُسهم في بناء عقلية قوية وثقة بالنفس، لأنها رياضة شاقة تتطلب الانضباط والقدرة على تجاوز الصعوبات”.
قوانين لعبة المواي تاي
وواصل التكريتي :” المواي تاي تُعرف باسم لعبة الأسلحة الثمانية، حيث تُستخدم فيها اليدان، القدمان، الركبتان، والمرفقان في الهجوم والدفاع وتسجيل النقاط، وهي رياضة تعتمد على رد الفعل السريع والتكنيك العالي، والذي لا يُكتسب إلا من خلال التمرين المستمر والاحتكاك المتواصل، سواء بوجود بطولات أو لا، كما أن اللعبة محكومة بقوانين واضحة، إذ يُمنع الضرب في مناطق خطرة مثل خلف الرأس وتحت الحزام والظهر، وحكم النزال هو المسؤول عن سلامة اللاعبين وتطبيق هذه القواعد الأساسية”.
طموح ومناشدة
وتابع التكريتي :” لا شك أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العراق، لكن المواي تاي تُعد من أقوى الرياضات الفردية، وقد حصلت مؤخراً على الاعتراف الأولمبي الرسمي، ما يجعلها مؤهلة لدخول دورة الألعاب الأولمبية، وبحسب قرار البلد المضيف نأمل أن يتم إدراجها في الدورات المقبلة، خاصة وأن المواي تاي باتت واحدة من أكثر الرياضات ترشيحاً للانضمام إلى الأولمبياد، لذا أناشد الجهات المعنية والمؤسسات الرياضية في العراق أن تولي هذه الرياضة اهتماماً أكبر، فلدينا الكثير من الأبطال والمواهب الشابة التي تستطيع رفع علم العراق عالياً، فقط إذا أُتيحت لها الفرصة والدعم، ونأمل أن نكون جزءاً من صناعة إنجازات أولمبية قريبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى